فصل: خالد بن حكيم بن حزام

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **


باب الخاء

باب الخاء والألف

خارجة بن جبلة

ب د ع خارجة بن جبلة‏.‏ ويقال‏:‏ جبلة بن خارجة، روى عنه فروة بن نوفل في‏:‏ ‏{‏قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ‏}‏‏.‏ إنها براءة من الشرك لمن قرأها عند نومه، وهو حديث كثير الاضطراب، فمنهم من يقول‏:‏ خارجة بن جبلة، ومنهم من يقول‏:‏ جبلة بن خارجة، قال ابن منده وأبو نعيم‏:‏ خارجة بن جبلة وهم، والصواب‏:‏ جبلة بن خارجة‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

خارجة بن جزي

ب د ع، خارجة لن جزي وقيل‏:‏ ابن جزء العذري، روى عنه ربيعة الجرشي، وجبير بن نفير‏.‏

روى سعيد بن سنان، عن ربيعة الجرشي قال‏:‏ حدثني خارجة بن جزي العذري، قال‏:‏ سمعت رجلاً بتبوك يقول‏:‏ يا رسول الله، أيباضع أهل الجنة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏يعطى الرجل من القوة في اليوم الواحد أكثر من سبعين منكم‏"‏‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

جزي‏:‏ بفتح الجيم، وقيل‏:‏ لكسرها، وبالزاي المكسورة، وقيل‏:‏ بسكونها، وقيل‏:‏ هو جزء بفتح الجيم، وبالزاي الساكنة، وبعدها همزة كذا يقول أهل العربية‏.‏ والله أعلم‏.‏

خارجة بن حذافة

ب د ع خارجة بن حذافة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي، القرشي العدوي، أمه فاطمة بنت عمرو بن بجرة العدوية‏.‏

كان أحد فرسان قريش، يقال‏:‏ إنه يعدل بألف فارس، كتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستمده بثلاثة آلاف فارس، فأمده ابن حذافة هذا، والزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود‏.‏

وشهد خارجة فتح مصر، قيل‏:‏ كان قاضياً لعمرو بن العاص، وقيل‏:‏ كان على الشرط له بمصر، ولم يزل بمصر حتى قتله أحد الخوارج الثلاثة الذين انتدبو لقتل علي ومعاوية وعمرو، فأراد الخارجي قتل عمرو، فقتل خارجة وهو يظنه عمراً، فلما قتله أخذ وأدخل على عمرو بن العاص، فلما رآه قال‏:‏ ومن قتلت‏؟‏ قيل‏:‏ خارجة، فقال‏:‏ أردت عمراً وأراد الله خارجة‏.‏ وقيل‏:‏ بل قال هذا عمرو بن العاص الخارجي، وقيل‏:‏ إن خارجة الذي قتله الخارجي بمصر هو خارجة بن حذافة، أخو عبد الله بن حذافة، من بني سهم، رهط عمرو بن العاص، وليس بشيء‏.‏ وقبر خارجة بن حذافة معروف بمصر عند أهلها‏.‏ وقد ذكره البخاري في تاريخه فجعله عدوياً، وروى له حديث الوتر الذي يأتي ذكره‏.‏ وأخرجه ابن أبي عاصم في كتاب الآحاد والمثاني، وجعله سهمياً، وروى له حديث الوتر أيضاً‏.‏

أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران الفقيه وغير واحد بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى، قال‏:‏ حدثنا قتيبة، أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن راشد الزوفي، عن عبد الله بن أبي مرة الزوفي، عن خارجة بن حذافة أنه قال‏:‏ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏إن الله قد أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم‏:‏ الوتر، جعله الله لكم فيما بين صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر‏"‏‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

خارجة بن حصن

 ب س خارجة بن حصن بن حذيفة بن بد بن عمرو بن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة، أبو أسماء الفزاري‏.‏ قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رجع من تبوك‏.‏

روى المدائني عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان قال‏:‏ قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجة بن حصن والحر بن قيس، فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدوبة والضيق والجهد وذهاب الأموال، وقالوا‏:‏ اشفع لنا إلى ربك عز وجل‏.‏ قال‏:‏ إن الله تبارك وتعالى ليرى جهدكم وأزلكم وقرب غيائكم‏.‏ فقال رجل‏:‏ لن نعدم من رب يراك خيراً‏.‏ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ ‏"‏اللهم اسقنا غيثاً مريئاً مريعاً، عاجلاً غير رائث، نافعاً غير ضار، سقيا رحمة لا سقيا عذاب، ولا هدم ولا غرق، واسقنا الغيث، وانصرنا على الأعداء‏"‏، فأسلموا ورجعوا، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إني سكنت بين نائل الأرض‏"‏، يعني ما بين عيني السماء، عين بالشام، وعين باليمن‏.‏

أخرجه أبو عمر وأبو موسى‏.‏

خارجة بن حمير

ب س خارجة بن حمير الأشجعي، من بني دهمان، حليف لبني خنساء بن سنان من الأنصار، شهد بدراً هو وأخوه عبد الله بن حمير، كذا قال ابن إسحاق‏:‏ خارجة، من رواية إبراهيم بن سعد، عنه‏.‏

وقال موسى بن عقبة‏:‏ حارثة بن الحمير، ولم يختلفوا أنه من أشجع، وأنه شهد بدراً، وقال يونس بن بكير عوض حمير‏:‏ بالخاء المعجمة، هذا قول أبي عمر‏.‏

وأخرجه أبو موسى فقال، عن عبدان‏:‏ هو حليف لبني عبيد بن عدي بن عمير بن كعب بن سلمة بن سعد، وقال‏:‏ شهد بدراً، وقال ابن أبي حاتم‏:‏ الجميز بالجيم والزاي، قال‏:‏ ويقال‏.‏ حمزة بن الجميز‏.‏

أخرجه أبو عمر وأبو موسى‏.‏

خارجة بن زيد

ب د ع، خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي، يعرفون ببني الأغر‏.‏

شهد بدراً والعقبة، قاله ابن إسحاق وابن شهاب، وقتل يوم أحد شهيداً، ودفن هو وسعد بن الربيع في قبر واحد، وهو ابن عمه، يجتمعان في أبي زهير، هكذا دفن الشهداء بأحد كان يدفن الرجلان والثلاثة في قبر واحد‏.‏

وكان خارجة هذا من كبار الصحابة وأعيانهم، وهو الذي نزل عليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه لما قدم المدينة مهاجراً، في قول، وقيل‏:‏ نزل على خبيب بن إساف، وكان خارجة صهراً لأبي بكر، كانت ابنته حبيبة تحت أبي بكر، وهي التي قال فيها أبو بكر لما حضرته الوفاة إن ذا بطن بنت خارجة أراها جارية، فولدت أم كلثوم بنت أبي بكر‏.‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين أبي بكر لما آخى بين المهاجرين والأنصار، وابنه زيد ابن خارجة هو الذي تكلم بعد الموت على اختلاف فيه، نذكره في الترجمة التي بعد هذه، وهذا أصح‏.‏ وقيل‏:‏ إن خارجة هذا جرح يوم أحد بضعة عشر جرحاً، فمر به صفوان بن أمية بن خلف، فعرفه، فأجهز عليه ومثل به، وقال‏:‏ هذا ممن قتل أبا علي، يعني أباه أمية، وكان يكنى بابنه علي، وقتل معه يوم بدر، قتله عمار بن ياسر‏.‏

أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده لم يذكر أنه قتل بأحد، ولا أنه الذي نزل عليه أبو بكر، إنما قال‏:‏ شهد بدراً، وذكر أن ابنه تكلم بعد الموت‏.‏

خارجة بن زيد الخزرجي

ع خارجة بن زيد الخزرجي، شهد بدراً، قاله أبو نعيم، وقال‏:‏ توفي أيام عثمان، وهو الذي تكلم بعد الموت، مختلف فيه، فقيل‏:‏ زيد بن خارجة، وقيل‏:‏ خارجة بن زيد، وأراه الأول، ذكر عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عمير بن هانئ، عن النعمان بن بشير، أنه قال‏:‏ مات رجل منا يقال له‏:‏ خارجة بن زيد، فسجيناه بثوب، وقمت أصلي إذ سمعت ضوضاة، فانصرفت‏.‏ فإذا به يتحرك فقال‏:‏ أجلد القوم وأوسطهم عند الله عمر أمير المؤمنين، رضي الله عنه، القوي في جسمه، القوي في أمر الله‏.‏ عثمان أمير المؤمنين، رضي الله عنه، العفيف المتعفف الذي يعفو عن ذنوب كثيرة‏.‏ خلت ليلتان وبقيت أربع، واختلف الناس ولا نظام لهم، يا أيها الناس، أقبلوا على إمامكم، واسمعوا له وأطيعوا‏.‏ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن رواحة، ثم خفت الصوت‏.‏

 تفرد بذكر خارجة بن زيد عبد الرحمن بن يزيد بن جابر‏.‏ ورواه مسلم بن علقمة، عن داود بن أبي هند عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، فقال زيد بن خارجة‏.‏ ورواه مسلم بن علقمة، عن داود بن أبي هند عن زيد، عن نافع، أو زيد بن نافع، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير وقال‏:‏ زيد بن خارجة‏.‏

وقال عبد الملك بن عمير‏:‏ قرأت كتاباً عند حبيب بن سالم، كتبه النعمان بن بشير، فقال‏:‏ زيد بن خارجة‏.‏ وقال سعيد بن المسيب‏:‏ إن زيد بن خارجة توفي في زمن عثمان رضي الله عنه فسجوه، وذكره، ورواه أنس بن مالك فقال‏:‏ زيد بن خارجة‏.‏

أخرجه أبو نعيم‏.‏

قلت‏:‏ قال أبو نعيم أول الترجمة‏:‏ إنه الذي تكلم بعد الموت، وقال‏:‏ أراه الأول‏.‏ وهذا من غريب القول، بينا نجعل الأول قتل بأحد، ونجعل هذا توفي في خلافة عثمان رضي الله عنه، وأنه الذي تكلم بعد الموت، ثم يقول‏:‏ أراه الأول فكيف يكون الأول وذلك قتل بأحد، وهذا توفي في خلافة عثمان‏!‏ كذا قال أبو نعيم في هذه الترجمة‏.‏ وأما ابن منده فذكر الأول وأنه شهد بدراً، وذكر فيه الاختلاف أنه الذي تكلم بعد الموت، ولم يذكر أنه قتل بأحد، فلم يتناقض قوله‏.‏ وأما أبو عمر فذكر الأول، وجعل ابنه زيداً هو الذي تكلم بعد الموت، فلو صح أن المتكلم خارجة ابن زيد لكان غير الأول، لا شبهة فيه، لأن الأول قتل بأحد، والمتكلم توفي في خلافة عثمان فيكون غيره‏.‏ والصحيح أن المتكلم زيد بن خارجة‏.‏ والله أعلم‏.‏

خارجة بن الصلت

ب د ع، خارجة بن الصلت‏.‏ عداده في الكوفيين، حدث عنه الشعبي‏.‏

قال ابن منده‏:‏ أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، روى يعلى بن عبيد، عن زكرياء بن أبي زائدة، عن الشعبي قال‏:‏ حدثني خارجة بن الصلت أن عمه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، ثم رجع فمر بأعرابي مجنون موثق في الحديد، فقال بعضهم‏:‏ عندك شيء تداويه به، فإن صاحبكم جاء بالخير‏؟‏ فقلت‏:‏ نعم، فرقيته بأم الكتاب كل يوم مرتين، فبرأ، فأعطاني مائة شاة فلم آخذها حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال‏:‏ ‏"‏أقلت شيئاً غير هذا‏"‏‏؟‏ قلت‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏كلها بسم الله‏.‏ فلعمري من أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق‏"‏‏.‏

ورواه ابن المبارك، عن زكرياء بإسناده، عن خارجة قال‏:‏ انطلق عمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، ثم رجع إلينا وذكر الحديث‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

خارجة بن عبد المنذر

د ع، خارجة بن عبد المنذر الأنصاري‏.‏ قاله ابن فضيل، عن عمرو بن ثابت‏.‏ وذكره ابن أبي داود فيمن اسمه خارجة‏.‏ وهو وهم، والصواب‏:‏ رفاعة بن عبد المنذر‏.‏

روى أحمد بن عبد الجبار، عن محمد بن فضيل، عن عمرو بن ثابت، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن خارجة بن عبد المنذر، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يوم الجمعة سيد الأيام‏"‏‏.‏ وذكر الحديث، ورواه غيره فقال‏:‏ رفاعة بن عبد المنذر، قاله ابن منده‏.‏

وقال أبو نعيم‏:‏ ذكر بعض المتأخرين حديث أبي لبابة بن عبد المنذر‏:‏ ‏"‏سيد الأيام الجمعة‏"‏ من حديث العطاردي، فقال‏:‏ خارجة بن عبد المنذر‏.‏ وإنما هو تصحيف، لأنه رفاعة بن عبد المنذر، وإنما اختلف في اسمه فقيل‏:‏ بشير، وقيل‏:‏ رفاعة، فأما خارجة فلم يقله أحد‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

خارجة بن عقفان

ب س، خارجة بن عقفان، حديثه عند ولده أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم لما مرض، فرآه يعرق، فسمع فاطمة تقول‏:‏ واكرب أبي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏:‏لا كرب على أبيك بعد اليوم‏"‏‏.‏

قال ابن أبي حاتم‏:‏ وله حديث آخر بهذا الإسناد‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ حديثه عند ولده، وولد ولده، وليسوا بالمعروفين‏.‏

أخرجه أبو عمر وأبو موسى‏.‏

خارجة بن عمرو الأنصاري

ب س، خارجة بن عمرو الأنصاري‏.‏ مذكور في الذين تولوا يوم أحد، ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه‏.‏

أخرجه أبو عمر وأبو موسى‏.‏

خارجة بن عمرو الجمحي

س، خارجة بن عمرو الجمحي‏.‏ روى عنه قدامة أبو عبد الملك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ليس لوارث وصية‏"‏‏.‏

أخرجه أبو موسى وقال‏:‏ هذا الحديث يعرف بعمرو بن خارجة، لا بخارجة بن عمرو، وذكره أبو أحمد العسكري فقال‏:‏ خارجة بن عمرو‏.‏

خارجة بن عمرو

د ع، خارجة بن عمرو‏.‏ روى عنه شهر بن حوشب‏.‏

 روى ابن منده بإسناده، عن عبد الحميد بن جعفر، عن شهر بن حوشب، عن خارجة بن عمرو، وكان حليفاً لأبي سفيان في الجاهلية، قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا تحل الصدقة لي، ولا لأهل بيتي‏"‏‏.‏

قال ابن منده‏:‏ والصواب عمرو بن خارجة‏.‏

قال أبو نعيم‏:‏ وهم فيه بعض المتأخرين، يعني ابن منده، فقال‏:‏ عبد الحميد بن جعفر، وإنما هو عبد الحميد بن بهرام‏.‏

قلت‏:‏ وهذا غير الجمحي، لأن هذا حليف أبي سفيان، والحليف إنما يكون من غير القبيلة التي منها أعطى الحلف، وجمح من قريش، فلا حاجة لأحدهم أن يحالف بطناً آخر من قريش، ولأنه لو لم يكن غيره ولم يذكره أبو موسى‏.‏

خارجة بن المنذر

س، خارجة بن المنذر، أبو لبابة الأنصاري‏.‏

قال عبدان‏:‏ ذكر بعض أصحابنا أن اسمه خارجة بن المنذر، وليس هذا الاسم لأبي لبابة بمشهور، واختلفوا في اسمه‏.‏

أخرجه أبو موسى هكذا، وتركه كان أولى من إخراجه، لأنه قد رأى أبا نعيم قد رد ترجمة خارجة بن عبد المنذر أبي لبابة، وإنما وقع الغلط في اسمه حسب، فجاء أبو موسى بما هو أشد من هذا، فإنه غلط في اسمه كما ذكره أبو نعيم، وغلط أيضاً في اسم أبيه فإنه عبد المنذر، فأسقط عبد وبقي المنذر، ولعل بعض من نسخه غلط فيه فجعله ترجمة، وهذا باب كان ينبغي أن يسد، فإن الغلط كثير، فإن كان كل من غلط يجعل غلطه ترجمة منفردة خرج الأمر عن الضبط، والله أعلم‏.‏

خارجة بن النعمان

س، خارجة بن النعمان، ذكره علي بن سعيد هو العسكري في الأفراد، وروى بإسناده، عن شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن قال‏:‏ سمعت معن بن عبد الله، أو عبد الله بن معن‏.‏

عن خارجة بن النعمان قال‏:‏ لقد رأيتنا وإن تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد، وما تعلمت ‏"‏ق‏"‏ إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بها يوم الجمعة‏.‏

أخرجه أبو موسى، وقال‏:‏ هو وهم، والصواب‏:‏ بنت حارثة بن النعمان‏.‏

أخبرنا أبو موسى الأصبهاني المديني إجازة، أخبرنا أبو علي هو الحداد، حدثنا أبو عمر وعبد الوهاب بن محمد بن مهرة المعلم، أخبرنا الطبراني، أخبرنا جعفر القلانسي، أخبرنا آدم بن أبي إياس، أخبرنا شعبة، عن خبيب، عن عبد الله بن محمد بن معن، قال‏:‏ سمعت بنت حارثة ابن النعمان تقول ذل‏.‏

قال موسى‏:‏ وهذا هو الصواب، وهي أم هشام‏.‏

خبيب‏:‏ بضم الخاء المعجمة، وبباءين موحدتين، بينهما ياء تحتها نقطتان‏.‏

خالد الأحدب

س، خالد الأحدب الحارثي‏.‏ روى مروان بن معاوية الفزاري، عن ثابت بن عمارة، عن خالد الأحدب، وكانت له صحبة، قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله، كان لي أخوان، أما أحدهما فإني كنت أحبه لله تعالى ولرسوله، وأما الآخر فإني كنت أبغضه لله تعالى ولرسوله وذكر الحديث‏.‏

أخرجه أبو موسى مختصراً‏.‏

خالد الأزرق

خالد الأزرق الغاضري‏.‏ له صحبة، نزل حمص ومات بها‏.‏

روى عنه أبو راشد الحبراني قال‏:‏ حدثني خالد الأزرق الغاضري، قال‏:‏ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلة ومتاع، فلم أزل أسايره‏.‏ وذكر له حديثاً طويلاً، وفي آخره‏:‏ فجاء رجل مقصر شعره بمنى، فقال‏:‏ صل علي يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏صلى الله على المحلقين‏"‏‏.‏

لم يخرجه أحد منهم‏.‏

خالد بن إساف

س خالد بن إساف الجهني‏.‏ أخو كليب وخبيب‏.‏ روى عبد الله بن مسلمة القعنبي، قال‏:‏ حدثنا عبد الله بن سليمان، هو ابن أبي سلمة مولى الأسلميين، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني، عن أبيه، عن عمه، قال‏:‏ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه أثر غسل، وهو طيب النفس، فظننا أن ألم بأهله، فقلنا‏:‏ يا رسول الله، نراك طيب النفس‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أجل، والحمد لله‏"‏‏.‏ ثم ذكر الغنى فقال‏:‏ ‏"‏لا بأس بالغنى لمن اتقى الله، والصحة لمن اتقى الله خير من الغنى، وطيب النفس من النعيم‏"‏‏.‏

قال أبو حفص بن شاهين‏:‏ سمعت عبد الله بن سليمان يقول‏:‏ كليب بن إساف شهد أحداً، وأما خالد فشهد فتح مكة، وهذا الحديث عن أحدهما‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

وقال العدوي‏:‏ شهد خالد أحداً والمشاهد كلها، وقتل بالقادسية شهيداً مع سعد بن أبي وقاص، وقال‏:‏ وزعم بنو الحارث بن الخزرج أنه استشهد يوم جسر أبي عبيد‏.‏

خالد بن أسيد بن أبي العيص

 ب د ع، خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، أخو عتاب بن أسيد، أمهما زينب بنت أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس‏.‏

أسلم عام الفتح، ومات بمكة وهو والد عبد الرحمن بن خالد، وكان من المؤلفة قلوبهم، قال ابن دريد‏:‏ كان أسيد خزازاً‏.‏

روى عن خالد ابنه عبد الرحمن أن النبي صلى الله عليه وسلم أهل حين راح إلى منى‏.‏

وقال محمد بن أمية بن خالد بن عبد الحمن بن عتاب بن أسيد‏:‏ قدم النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، وقد مات خالد بن أسيد، والله أعلم‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

أسيد‏:‏ بفتح الهمزة، وكسر السين‏.‏

خالد بن أسيد بن أبي المغلس

س خالد بن أسيد بن أبي المغلس‏.‏ كذا ذكره عبدان، عن أحمد بن سيار بإسناده، عن عبد الله ابن الأحلج، عن أبيه، عن بشير بن تيم وغيره، قالوا في تسمية المؤلفة قلوبهم، منهم‏:‏ خالد بن أسيد بن أبي المغلس بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف‏.‏

أخرجه أبو موسى وقال‏:‏ هذا غلط، والصواب خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية‏.‏

خالد الأشعر

ب خالد الأشعر الخزاعي الكعبي‏.‏ اختلف في اسم أبيه‏.‏ قال الواقدي‏:‏ قتل مع كرز بن جابر بطريق مكة عام الفتح‏.‏

أخرجه أبو عمر هكذا، وقد ذكرناه في حبيش، وهو صاحب حديث أم معبد، وقال أبو عمر في ترجمة حبيش بن خالد بن منقذ الخزاعي قال‏:‏ يقال لأبيه خالد‏:‏ الأشعر، يعرف بذلك، وذكر أبو عمر ها هنا أن خالداً قتل مع كرز، وذكر في كرز‏:‏ أن حبيش بن خالد هو الذي قتل، والله أعلم‏.‏

خالد بن إياس

د ع، خالد بن إياس‏.‏ روى عنه أبو إسحاق السبيعي، وذكره ابن عقدة في الصحابة ولا يعرف له حديث‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

خالد بن أيمن

ب خالد بن أيمن المعافري‏.‏ روى أن أهل العوالي كانوا يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنهاهم أن يصلوا صلاة في يوم مرتين، ذكره هكذا ابن أبي حاتم‏.‏ وقال‏:‏ روى عنه عمرو بن شعيب‏.‏

قال أبو عمر، وهو أخرجه‏:‏ هذا خطأ، ولا يعرف خالد بن أيمن هذا في الصحابة، ولا ذكره فيهم غيره، وهذا الحديث إنما يرويه عمرو بن شعيب، عن سليمان بن يسار، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

خالد بن البكير

ب د ع، خالد بن البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، الليثي الكناني، وهو أخو عاقل وإياس وعامر بني البكير، وكان جدهم عبد ياليل قد حالف في الجاهلية نفيل بن عبد العزى، جد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فهو وولده حلفاء بني عدي‏.‏

شهد خالد وأخوته بدراً، وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم مع عبد الله بن جحش إلى عير قريش قبل بدر، في رهط من المهاجرين، فيهم‏:‏ خالد بن البكير، فقتلوا عمرو بن الحضرمي، وأنزل الله تعالى فيهم‏:‏ ‏{‏يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ‏}‏‏.‏ الآية‏.‏

وقتل خالد يوم الرجيع في صفر سنة أربع من الهجرة، مع عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، ومرثد بن أبي الغنوي، فقاتلوا هذيلاً ورهطاً من عضل والقارة حتى قتلوا‏.‏ ومعهم كان خبيب بن عدي، فأخذ أسيراً، ثم صلب بمكة، وفيهم يقول حسان بن ثابت‏:‏ الطويل‏:‏

ألا ليتني فيها شهدت ابن طـارق ** وزيداً، وما تغني الأماني، ومرثدا

فدافعت عن حيي خبيب وعاصـم ** وكان شفاء لو تداركت خـالـدا

وكان عمر خالد لما قتل أربعاً وثلاثين سنة‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

خالد بن ثابت

خالد بن ثابت بن النعمان بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر، الأنصاري الظفري‏.‏ قتل يوم بئر معونة شهيداً‏.‏

ذكره الغساني، عن العدوي، وقال‏:‏ قد ذكر أبو عمر أباه‏.‏

خالد بن أبي جبل

ب د ع، خالد بن أبي جبل، بالجيم والباء الموحدة، وقيل‏:‏ بالجيم والياء تحتها نقطتان، وهو عدواني، يعد في أهل الحجاز، سكن الطائف، وكان ممن بايع تحت الشجرة‏.‏

وقال أبو أحمد العسكري‏:‏ نزل الكوفة‏.‏

 روى حديثه عبيد الله بن موسى، عن يحيى بن معين، عن مروان بن معاوية، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن عبد الرحمن بن خالد بن أبي جبل، عن أبيه‏:‏ أنه أبصر النبي صلى الله عليه وسلم في مشرق ثقيف قائماً على قوس، وهو يقرأ‏:‏ ‏{‏وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ‏}‏‏.‏ حتى ختمها، فوعيها في الجاهلية، وأنا مشرك، قال‏:‏ فدعتني ثقيف فقالوا‏:‏ ماذا سمعت من هذا الرجل‏؟‏ فقرأتها عليهم‏.‏ فقال من معهم من قريش‏:‏ نحن أعلم بصاحبنا، لو كان ما يقول حقاً لاتبعناه‏.‏

ورواه إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، وهشام بن عمار، عن مروان مثله، وقالوا‏:‏ جبل بفتح الجيم والباء الموحدة‏.‏

ورواه البخاري في تاريخه عن المسندي، عن مروان فقال‏:‏ جيل، بكسر الجيم وبالياء تحتها نقطتان‏.‏

قال ابن ماكولا‏:‏ وقول ابن معين وإسحاق وهشام أصح، قال‏:‏ ورواه أحمد بن يحيى الحلواني، عن يحيى، عن مروان، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن خالد بن عبد الرحمن بن أبي جبل، عن أبيه‏:‏ أنه أبصر النبي صلى الله عليه وسلم وهو وهم، والأول أصح‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

خالد بن حزام

ب د ع، خالد بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، القرشي الأسدي، أخو حكيم بن حزام، وابن أخي خديجة بنت خويلد، رضي الله عنها‏.‏

أسلم قديماً، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، فنهشته حية، فمات في الطريق قبل أن يدخل إلى أرض الحبشة، فنزل فيه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللَّهِ‏}‏‏.‏ روى ذلك هشام بن عروة، عن أبيه‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

خالد بن حكيم بن حزام

ب د ع، خالد بن حكيم بن حزام بن خويلد، وهوابن أخي المقدم ذكره قبل هذه الترجمة، أسلم يوم الفتح هو وأخوته‏:‏ هشام، وعبد الله، ويحيى، وبه كان حكيم يكنى‏:‏ أبا خالد، وكان أبو ه من سادات قريش في الجاهلية والإسلام‏.‏

روى عمرو بن دينار، عن أبي نجيح قال‏:‏ مر خالد بن حكيم بن حزام بأبي عبيدة بن الجراح، وهو يعذب الناس في الجزية، فقال له‏:‏ أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة أشدهم عذاباً في الدنيا‏"‏‏؟‏ فقال‏:‏ اذهب فخل سبيلهم‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

خالد بن الحواري

ب د ع، خالد بن الحواري الحبشي‏.‏ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه إسحاق بن الحارث قال‏:‏ رأيت خالد بن الحواري، رجلاً من الحبشة، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتى أهله، فلما حضرته الوفاة قال‏:‏ غسلوني غسلتين‏:‏ غسلة للجنابة، وغسلة للموت‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

خالد بن أبي خالد

ع س، خالد لن أبي خالد‏.‏ غير منسوب، روى محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، في تسمية من شهد مع علي رضي الله عنه من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ خالد بن أبي خالد‏.‏

أخرجه أبو نعيم وأبو موسى‏.‏

خالد الخزاعي

ب خالد الخزاعي‏.‏ روى عنه ابنه نافع، لم يرو عنه غيره، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏سألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثنتين، ومنعني الثالثة‏"‏ الحديث‏.‏

أخرجه أبو عمر، وهو وهم، ويرد الكلام عليه في خالد بن نافع إن شاء الله تعالى‏.‏

خالد بن أبي دجانة

ع س، خالد بن أبي دجانة الأنصاري‏.‏ ذكره عبيد الله بن أبي رافع، في تسمية من شهد مع علي رضي الله عنه، حربه‏.‏

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى‏.‏

خالد بن رافع

د ع خالد بن رافع‏:‏ مختلف فيه وفي إسناده‏.‏

روى نافع بن يزيد، عن عياش بن عباس، عن عبد بن مالك المعافري، حدثه أن جعفر بن عبد الله بن الحكم حدثه، عن خالد بن رافع‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود‏:‏ ‏"‏لا يكثر همك، ما يقدر يكن، وما ترزق يأتك‏"‏‏.‏

رواه ابن لهيعة، عن عياش، عن مالك بن عبد الغافقي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

ورواه غيره، عن عياش بن عباس، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن مالك بن عبد، مثله‏.‏

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم‏.‏

عياش‏:‏ بالياء تحتها نقطتان، وآخره شين معجمة، وأما الأب فهو عباس‏:‏ بالباء الموحدة، والسين المهملة‏.‏

خالد بن رباح

ب د ع، خالد بن رباح‏.‏ أخو بلال بن رباح الحبشي، يكنى أبا رويحة‏.‏ وقيل‏:‏ إن أبا رويحة أخوه في الإسلام، آخى بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن أخاه في النسب، وسكن داريا، من أرض دمشق، هو وبلال‏.‏

 روى الحصين بن نمير أن بلالاً خطب على أخيه خالد، فقال‏:‏ أنا بلال وهذا أخي، كنا رقيقين فأعتقنا الله، وكنا عائلين فأغنانا الله، وكنا ضالين فهدانا الله، فإن تنكحونا فالحمد لله، وإن تردونا فلا إله إلا الله، فأنكحوه، وكانت المرأة عربية من كندة‏.‏

وقد روي من غير طريق‏:‏ أن بلالاً خطب إلى أهل بيت فقال‏:‏ أنا بلال وهذا أخي‏.‏ وروت أم الدرداء عن أبي الدرداء قال‏:‏ لما عاد عمر من الجابية، سأله بلال أن يقره بالشام، ففعل، قال‏:‏ وأخي أبو رويحة الذي آخى بيني وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلا داريا، فأقبل بلال وأخوه إلى خولان، فخطب إليه بلال لنفسه ولأخيه، فزوجوها‏.‏ ونذكره في الكنى، إن شاء الله تعالى‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

خالد بن ربعي

ب خالد بن ربعي التميمي ثم النهشلي‏.‏ وقيل‏:‏ خالد بن مالك بن ربعي‏.‏

أحد الوفود الوجوه من بني تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قد تنافر هو والقعقاع بن معبد إلى ربيعة بن حذار، أخي أسد بن خزيمة في الجاهلية، وقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قد عرفتكما‏"‏‏.‏ وأراد أن يستعمل أحدهما على بني تميم، فقال أبو بكر‏:‏ يا رسول الله ، استعمل فلاناً‏.‏ وقال عمر‏:‏ استعمل فلاناً‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أما إنكما لو اجتمعتما لأخذت برأيكما، ولكنكما تختلفان علي أحياناً‏"‏، فأنزل الله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ‏}‏‏.‏

كذا رواه محمد بن المنكدر، وقال ابن الزبير‏:‏ إن الرجلين اللذين جرت هذه القصة فيهما‏:‏ القعقاع بن معبد، والأقرع بت حابس، وسيذكر في القعقاع، إن شاء الله تعالى‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

حذار‏:‏ بكسر الحاء المهملة وبالدال المعجمة، وضبطه أبو عمر بخطه بالجيم والدال المهملة، والله أعلم‏.‏

خالد بن زيد بن جارية

د ع، خالد بن زيد بن جارية‏.‏ وقيل‏:‏ ابن يزيد بن جارية وهو ابن أخي زيد بن جارية الأنصاري، ذكره ابن أبي عاصم وهلال بن العلاء في الصحابة، وذكره البخاري في التابعين‏.‏

روى حديثه مجمع بن يحيى، عن عمه إبراهيم، عن خالد بن يزيد بن جارية‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ثلاث من كن فيه فقد وقي الشح‏:‏ من أدى الزكاة، وقرى الضيف، وأعطى في النائبة‏"‏‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

خالد بن زيد بن كليب

ب د ع، خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار، واسمه تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر، أبو أيوب الأنصاري الخزرجي، وأمه‏:‏ هند بنت سعيد بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج‏.‏ وهو مشهود بكنيته‏.‏

شهد العقبة، وبدراً، وأحداً، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله ابن عقبة وابن إسحاق وعروة وغيرهم‏.‏

ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجراً نزل عليه، وأقام عنده حتى بنى حجره ومسجده، وانتقل إليها، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين مصعب بن عمير‏.‏

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال‏:‏ فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم خمساً، يعني بني عمرو بن عوف، وبنو عمرو يزعمون أنه أقام أكثر من ذلك، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فاعترضه بنو سالم بن عوف، فقالوا‏:‏ يا رسول الله، هلم إلى العدد والعدة والقوة، انزل بين أظهرنا‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏خلوا سبيلها فإنها مأمورة‏"‏‏.‏ ثم مر ببني بياضة فاعترضوه فقالوا مثل ذلك، ثم مر ببني ساعدة فقالوا مثل ذلك‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏خلوا سبيلها فإنها مأمورة، ثم مر بأخواله بني عدي بن النجار فقالوا‏:‏ هلم إلينا أخوالك‏.‏ فقال مثل ذلك، فمر ببني مالك بن النجار فبركت على باب مسجده، ثم التفتت‏.‏ ثم انبعثت ثم كرت إلى مبركها الذي انبعثت منه، فبركت فيه، ثم تحللت في مناخها ورزمت فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، فاحتمل أبو أيوب خالد بن زيد رحله، فأدخله بيته، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد‏.‏

 وأخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي بإسناده إلى أبي بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك، حدثنا أبو كامل، أخبرنا الليث بن سعد ح قال أحمد‏:‏ وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، أخبرنا يونس بن محمد أخبرنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن أبي رهم السماعي، أن أبا أيوب حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل في بيته الأسفل، وكنت في الغرفة فهريق ماء في الغرفة، فقمت أن وأم أيوب بقطيفة لنا نتتبع الماء شقفاً أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مشفق، فقلت‏:‏ يا رسول الله، إنه ليس ينبغي أن نكون فوقك، فانتقل إلى الغرفة‏.‏ فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمتاعه فنقل، فقلت‏:‏ يا رسول الله، كنت ترسل إلي بالطعام، فانظر فإذا رأيت أثر أصابعك وضعت فيه يدي، حتى كان هذا الطعام الذي أرسلت به إلي، فنظرت فلم أرى أثر أصابعك‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اجل، إن فيه بصلاً، فكرهت أن آكل من أجل الملك، وأما أنتم فكلوا‏"‏‏.‏ وقد روي أن الطعام كان فيه ثوم، وهو الأكثر‏.‏ والله أعلم‏.‏

روى حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن ابن عباس‏:‏ أن أبا أيوب أتى ابن عباس، فقال له‏:‏ يا أبا أيوب، إني أريد أن أخرج لك عن مسكني، كما خرجت لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن مسكنك، وأمر أهله فخرجوا، وأعطاه كل شيء أغلق عليه بابه فلما كان خلافة علي قال‏:‏ ما حاجتك‏؟‏ قال‏:‏ حاجتي عطائي، وثمانية أعبد يعملون في أرض، وكان عطاؤه أربعة آلاف فأضعهما له خمس مرات، فأعطاه عشرين ألفاُ وأربعين عبداً، وكان أبو أيوب ممن شهد مع علي رضي الله عنهما حروبه كلها ولزم الجهاد، وقال‏:‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً‏}‏‏.‏ فلا أجدني إلا خفيفاً أو ثقيلاً‏.‏ ولم يتخلف عن الجهاد إلا عاماً واحداً، فإنه استعمل على الجيش رجل شاب، فقعد ذلك العام، فجعل بعد ذلك يتلهف ويقول‏:‏ ما علي من استعمل علي‏.‏

روى عنه من الصحابة ابن عباس، وابن عمر، والبراء بن عازب، وأبو أمامة ،وزيد بن خالد الجهني، والمقدم بن معد يكرب، وأنس بن مالك، وجابر بن سمرة، وعبد الله بن يزيد الخطمي، ومن التابعين‏:‏ سعيد بن المسيب، وعروة، وسالم بن عبد الله، وأبو سلمة، وعطاء بن يسار، وعطاء بن يزيد، وغيرهم‏.‏

وفي أبو أيوب مجاهداً سنة خمسين، وقيل‏:‏ سنة إحدى وخمسين، وقيل‏:‏ سنة اثنتين وخمسين، وهو الأكثر، وكان في جيش، وأمير ذلك الجيش يزيد بن معاوية، فمرض أبو أيوب، فعاد يزيد، فدخل عليد يعوده فقال‏:‏ ما حاجتك‏؟‏ قال‏:‏ حاجتي إذا أنا مت فاركب ثم سغ في أرض العدو ما وجدت مساغاً فإذا لم تجد مساغاً فادفني ثم ارجع، فتوفي، ففعل الجيش ذلك، ودفنوه بالقرب من القسطنطينية، وقبره بها يستسقون به، وسنذكر طرفاً من أخباره في كنيته، إن شاء الله تعالى‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

خالد بن زيد

س خالد بن زيد‏.‏ قال أبو موسى‏:‏ ذكره بعض أصحابنا أنه غير أبي أيوب‏.‏ روى حسين بن أبي زينب، عن أبيه، عن خالد بن زيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ من قرأ‏:‏ ‏{‏قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ‏}‏ ، إحدى عشرة مرة بنى الله له قصراً في الجنة، فقال عمر‏:‏ والله يا رسول الله إذاً نستكثر من القصور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏فالله عز وجل أمن وأفضل‏"‏‏.‏ أو قال‏:‏ ‏"‏أمن وأوسع‏"‏‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

خالد بن سطيح

د ع، خالد بن سطيح الغساني‏.‏ أدرك النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ في إسناد حديثه نظر‏.‏

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم مختصراً‏.‏

خالد بن سعد

س خالد بن سعد‏.‏ ذكره عبدان بإسناده، عن هاشم بن هاشم، عن عامر، عن خالد بن سعد‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من اصطبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر‏"‏‏.‏

أخرجه أبو موسى وقال‏:‏ كذا أورده، وهو خطأ، والصواب ما رواه أحمد بن حنبل، وذكر حديثاً أخبرنا به عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده عن عبد الله بن أحمد، قال‏:‏ حدثني أبي، أخبرنا مكي، أخبرنا هاشم، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ وكذلك رواه الناس، عن هاشم‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

خالد بن سعيد بن العاص

 ب د ع، خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، القرشي الأموي‏.‏ يكنى أبا سعيد، أمه أم خالد بن حباب بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة من ثقيف‏.‏

أسلم قديماً، يقال‏:‏ إنه أسلم بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فكان ثالثاً أو رابعاً، وقيل‏:‏ كان خامساً‏.‏ وقال ضمرة بن ربيعة‏:‏ كان إسلام خالد مع إسلام أبي بكر، وقالت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص‏:‏ كان أبي خامساً في الإسلام‏.‏ قلت‏:‏ من تقدمه‏؟‏ قالت‏:‏ علي بن أبي طالب، وأبو بكر، وزيد بن حارثة، وسعد بن أبي وقاص، رضي الله عنهم‏.‏

وكان سبب إسلامه أنه رأى في النوم أنه وقف على شفير النار، فذكر من سعتها ما الله أعلم به، وكأن أباه يدفعه فيها، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بحقويه لا يقع فيها، ففزع وقال‏:‏ أحلف إنها لرؤيا حق، ولقي أبا بكر رضي الله عنه فذكر ذلك له، فقال له أبو بكر‏:‏ أريد بك خير، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه، فإنك ستتبعه في الإسلام الذي يحجزك من أن تقع في النار، وأبوك واقع فيها‏.‏

فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بأجياد فقال‏:‏ يا محمد، إلى من تدعو‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وتخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر، ولا يضر ولا ينفع، ولا يدري من عبده ممن لم يعبده‏"‏‏.‏ قال خالد‏:‏ فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه، وتغيب خالد، وعلم أبوه بإسلامه فأرسل في طلبه من بقي من ولده، ولم يكونوا أسلموا، فوجدوه، فأتوا به أباه أبا أحيحة سعيداً، فسبه وبكته وضربه بعصا في يده حتى كسرها على رأسه، وقال‏:‏ اتبعت محمداً وأنت ترى خلافه قومه، وما جاء به من عيب آلهتهم وعيب من مضى من آبائهم‏!‏ قال‏:‏ قد والله تبعه على ما جاء به‏.‏ فغضب أبوه ونال منه، وقال‏:‏ اذهب يا لكع حيث شئت، والله لأمنعك القوت، فقال خالد‏:‏ إن منعتني فإن الله يرزقني ما اعيش به‏.‏ فأخرجه وقال لبنيه‏:‏ لا يكلمه أحد منكم إلا صنعت به ما صنعت بخالد‏.‏ فانصرف خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يلزمه، ويعيش معه‏.‏

وتغيب عن أبيه في نواحي مكة حتى خرج المسلمون إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، فخرج معهم، وكان أبوه شديداً على المسليمن، وكان أعز من بمكة، فمرض فقال‏:‏ لئن الله رفعني من مرضي هذا لا يعبد إله ابن أبي كبشة بمكة‏.‏ فقال ابنه خالد عند ذلك‏:‏ اللهم لا ترفعه‏.‏ فتوفي في مرضه ذلك‏.‏

وهاجر خالد إلى الحبشة ومعه امرأته أميمة بنت خالد الخزاعية، وولد له بها ابنه سعيد بن خالد، وابنته أم خالد، واسمها أمة، وهاجر معه إلى أرض الحبشة أخوه عمرو بن سعيد، وقدما على النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر مع جعفر بن أبي طالب في السفينتين، فكلم النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين، فأسهموا لهم، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم القضية وفتح مكة، وحنيناً، والطائف، وتبوك، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عاملاً على صدقات اليمن، وقيل‏:‏ على صدقات مذحج وعلى صنعاء، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عليها‏.‏

ولم يزل خالد وأخواه عمرو وأبان على أعمالهم التي استعملهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما توفي رجعوا عن أعمالهم، فقال لهم أبو بكر‏:‏ ما لكم رجعتم‏؟‏ ما أحد أحق بالعمل من عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ارجعوا إلى أعمالكم، فقالوا‏:‏ نحن بنو أبي أحيحة لا نعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلمأبداً‏.‏ وكان خالد على اليمن كما ذكرناه، وأبان على البحرين، وعمرو على تيماء وخيبر، وقرى عربية، وتأخر خالد وأخوه أبان عن بيعة أبي بكر رضي الله عنه‏.‏ فقال لبني هاشم‏:‏ إنكم لطوال الشجر طيبوا الثمر، ونحن تبع لكم، فلما بايع بنو هاشم أبا بكر بايعه خالد وأبان‏.‏

ثم استعمل أبو بكر خالداً على جيش من جيوش المسلمين حين بعثهم إلى الشام، فقتل بمرج الصفر في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وقيل‏:‏ كانت وقعة مرج الصفر سنة أربع عشرة في صدر خلافة عمر‏.‏ وقيل‏:‏ بل كان قتله في وقعة أجنادين بالشام قبل وفاة أبي برك بأربع وعشرين ليلة، وقد اختلف أصحاب السير في وقعة أجنادين، ووقعة الصفر، ووقعة اليرموك، أيها قبل الأخرى، والله أعلم‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

 قال الغساني‏:‏ قرى عربية، كذا هو غير منون لهذه التي بالحجاز، كذا قيده غير واحد من أهل العلم‏.‏

خالد بن سنان بن أبي عبيد

خالد بن سنان بن أبي عبيد بن وهب بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة‏.‏ شهد أحداً، واستشهد يوم جسر أبي عبيد‏.‏ قاله الغساني عن العدوي‏.‏

خالد بن سنان بن غيث

س خالد بن سنان بن غيث بن مريطة بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسي‏.‏

أخرجه أبو موسى ولم ينسبه، إنما قال‏:‏ قال عبدان‏:‏ ليست له صحبة، ولا أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ نبي ضيعه قومه‏.‏ وقال‏:‏ هو من بني عبس بن بغيض، وهو ابن سنان بن غيث، أتت ابنته النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقرأ‏:‏ ‏{‏قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ‏}‏ ، فقالت‏:‏ كان أبي يقول هذا‏.‏

قلت‏:‏ لا كلام في أنه ليست له صحبة، فلا أدري لأي معنى أخرجه‏!‏ فإن كان ذكره لأنه نقل عنه إخبار بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقد اخبره المسيح عليه السلام وغيره من الأنبياء، فهلا ذكرهم في الصحابة‏.‏

خالد بن سويد

س خالد بن سويد‏.‏ ويقال‏:‏ خلاد، وهو الأشهر، ويرد في خلاد، إن شاء الله تعالى‏.‏

أخرجه أبو موسى مختصراً‏.‏

خالد بن سيار

س خالد بن سيار بن عبد عوف بن معشر بن بدر بن أحيمس بن غفار‏.‏ وهو سائق بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله الكلبي، وسماه الواقدي عبد الله بن نضلة بن عبيد‏.‏

أورده أبو موسى، وقال‏:‏ أخرجه، يعني ابن منده، في غير هذا الباب‏.‏

خالد بن صخر

س خالد بن صخر، قال أبو موسى‏:‏ ذكره عبدان وقال‏:‏ والد محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد‏.‏

روى عاصم بن شريك بن عامر الأنصاري، أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث ابن خالد بن صخر، وكان خالد من مهاجرة الحبشة، عن أبيه عن خالد بن عبد الله، قال‏:‏ ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء، إلى بني عمرو بن عوف، وكان يشهد الجنائز، ويعود المرضى، ويدعى فيجيب، فرأى شيئاً من حصنة الأموال، ولم يكن رآه فيما مضى، فقال‏:‏ لا عليكم إذا نزلتم لعيدكم، يعني الجمعة، أن تثبتوا حتى أكملكم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة صلى في مقامه ذلك ركعتين، ثم لم ير مصلياً لهما قبل ولا بعد، وتواثبت الأنصار من نواحي المسجد حتى أحدقوا بالمنبر، فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال‏:‏ ‏"‏أما بعد، يا معشر الأنصار، كنتم إذ ذاك تحملون الكل، وتكلفون اليتيم، وتصنعون المعروف، حتى إذا جاءكم الله بالإسلام، إذا أنتم تحصنون الأموال، وفيما يأكل ابن آدم أجر، وفيما يأكل الطير أجر‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فانصرفوا فما منهم رجل إلا هدم في حائط ثلمة أو ثلمين‏.‏

قال عبدان‏:‏ لم أجد ذكر خالد بن صخر إلا في هذا الحديث‏.‏

قال أبو موسى‏:‏ ووجدت في مهاجرة الحبشة الحارث بن خالد بن صخر، فإن كان والد الحارث فهو ابن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، ومعه امرأته رائطة ابنة الحارث من بني تيم، وولدت له بأرض الحبشة‏:‏ موسى وعائشة وزينب بني الحارث، ذكره محمد بن إسحاق‏.‏

قلت‏:‏ هذا كلام أبي موسى، وهو أخرجه، فأما قوله‏:‏ وجدت في مهاجرة الحبشة الحارث بن خالد بن صخر، فإن كان والد الحارث فهو ابن عامر، فلا أدري لم شك فيه، وقد ذكر أولاً أنه والد محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر التيمي‏؟‏ فمع هذا لا يبقى للشك وجه، فهو ابن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم، لا شبهة فيه، إلا أنه لا صحبة له، وإنما الصحبة لأبيه الحارث، وقد تقدم ذكره في بابه‏.‏

خالد بن الطفيل

د ع، خالد بن الطفيل بن مدرك الغفاري‏.‏ ذكره ابن منيع في الصحابة، وفيه نظر‏.‏

روى سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن خالد بن الطفيل بن مدرك الغفاري‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جده مدركاً إلى ابنته يأتي بها من مكة، وقال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وركع قال‏:‏ ‏"‏اللهم، إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بعفوك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أبالغ ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك‏"‏‏.‏

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم‏.‏

خالد بن العاص

 ب ع س، خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي‏.‏ وهو ابن أخي الحارث وأبي جهل ابن هشام، وقتل أبو العاص يوم بدر كافراً‏.‏ واستعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه، على مكة، لما عزل عنها نافع بن عبد الحارث الخزاعي، واستعمله عليها عثمان بن عفان رضي الله عنه‏.‏

روى عنه ابنه عكرمة بن خالد أنه قال‏:‏ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الخمر فقال‏:‏ ‏"‏لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا ثمنها‏"‏‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ وقيل إن خالداً لم سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وقال أبو موسى‏:‏ خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي‏.‏ أورده الطبراني‏.‏

أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو غالب الكوشيذي ومحمد بن أبي القاسم الطبراني، ونشروان بن شيراذ الديلمي، قالوا‏:‏ أخبرنا أبو بكر بن ريذة، أخبرنا الطبراني، أخبرنا محمد ابن عبد الله الحضرمي، أخبرنا شيبان بن فروخ، أخبرنا حماد بن سلمة، عن عكرمة بن خالد، عن أبيه، عن جده‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا وقع الطاعون بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تدخلوها‏"‏‏.‏

كذا أورده الطبراني، وهو وهم، لأن جد عكرمة على ما ذكره، هو العاص، وخالد والد عكرمة لا جده‏.‏

وقد اختلف في جد عكرمة، فقال ابن أبي حاتم‏:‏ عكرمة بن خالد بن سعيد بن العاص، وقال ابن أبي حاتم أيضاً‏:‏ عكرمة بن خالد بن سلمة المخزومي، ترجمة أخرى، فرق بينهما‏.‏ وقال أبو نصر الكلاباذي مثل الطبراني‏:‏ عكرمة بن خالد بن العاص‏.‏ وقال ابن منده‏:‏ خالد بن سلمة ابن هشام بن العاص بن هشام بن المغيرة، كأنه جعلهما واحداً، والله أعلم‏.‏

وروى أبو موسى بإسناده، عن حبان بن هلال، عن حماد بن سلمة، عن عكرمة بن خالد، عن أبيه أو عمه‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في غزوة تبوك‏:‏ إذا كان الطاعون بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها‏.‏

أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى‏.‏

خالد بن عبادة

ب خالد بن عبادة الغفاري‏.‏ هو الذي دلاه النبي صلى الله عليه وسلم في البئر يوم الحديبة فماح في البئر، فكثر الماء حتى روي الناس، وكان رسول الله قد أخرج سهماً من كنانته، فأمر به فوضع في قعرها، وليس فيها ماء فنبع الماء فيها وكثر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من رجل ينزل في البئر‏"‏‏؟‏ فنزل فيها خالد بن عبادة الغفاري، وقيل‏:‏ بل نزل فيها ناجية بن جندي الأسلمي، وقيل‏:‏ البراء بن عازب‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

خالد بن عبد الله

خالد بن عبد الله بن حرملة المدلجي، مختلف في صحبته، ولا تصح له صحبة، قاله ابن منده‏.‏

روى حديثه سحيل بن محمد الأسلمي، عن أبيه، عن خالد بن عبد الله بن حرملة المدلجي، قال‏:‏ وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان فقال رجل‏:‏ هل لك في عقائل النساء وأدم الإبل من بني مدلج‏؟‏ وفي القوم رجل من بني مدلج، فعرف ذلك في وجهه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏خيركم الدافع عن قومه ما لم يأثم‏"‏‏.‏

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم‏.‏

خالد بن عبد العزى

د ع، خالد بن عبد العزى بن سلامة الخزاعي، أبو خناش‏.‏ يعد في الحجازيين، له صحبة، روى عنه ابنه مسعود بن خالد‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عليه فأجزره شاة، وكان عيال خالد كثراً، فاكل منها النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أصحابه، وأعطى فضله خالداً، فأكلوا منها وأفضلوا‏.‏

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم‏.‏

خالد بن عبيد الله

ب د ع، خالد بن عبيد الله بن الحجاج الأسلمي‏.‏ وقيل‏:‏ ابن عبد الله، والأول أكثر، وقيل‏:‏ إنه خزاعي، مختلف في صحبته‏.‏

روى عنه ابنه الحارث‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن الله أعطاكم عند وفاتكم ثلث أموالكم‏"‏‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

وقال أبو عمر‏:‏ هو رجع بالسبي يوم حنين حتى قسمه بالجعرانة، وقال‏:‏ إسناد حديثه هذا لا تقوم به حجة، لأنهم مجهولون‏.‏

خالد بن عدي

ب د ع، خالد بن عدي‏.‏ يعد في أهل المدينة، كان ينزل الأشعر‏.‏

روى حديثه الحارث بن أبي أسامة، وابن المديني، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعباس العنبري، وغيرهم، عن أبي عبد الرحمن المقري، عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي الأسود، عن بكر بن عبد الله، عن بسر بن سعيد، عن خالد‏.‏

 أخبرنا أبو الفضل منصور بن أبي الحسن الطبري المديني بإسناده إلى أحمد بن علي بن المثنى، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، أخبرنا أبو عبد الرحمن، حدثنا سعيد، حدثني أبو الأسود، عن بكير بن عبد الله، عن بسر بن سعيد، عن خالد بن عدي الجهني، قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من جاءه من أخيه معروف من غير سؤال، ولا إشراف نفس فليقبله، فإنما هو رزق ساقه الله إليه‏"‏‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

بسر‏:‏ بالباء المضمومة الموحدة، والسين المهملة‏.‏

خالد بن عرفطة

ب د ع، خالد بن عرفطة بن أبرهة بن سنان الليثي، ويقال‏:‏ البكري، من بني ليث بن بكر بن عبد مناة، ويقال‏:‏ بل هو من قضاعة، ثم من عذرة، ومن هذا قال‏:‏ هو خالد بن عرفطة بن صعير، وهو ابن أخي ثعلبة بن صعير، عذري من بني حزاز بن كاهل بن عذرة، حليف لبني زهرة، ومنهم من قال‏:‏ هو خالد بن عرفطة بن أبرهة بن سنان بن صيفي بن الهائلة بن عبد الله بن غيلان بن أسلم بن حزاز بن كاهل بن ذعرة، فهو عذري وحزازي أيضاً‏.‏ هذا كلام أبي عمر، وفيه سهو نذكره آخر الترجمة‏.‏

وأما ابن منده وأبو نعيم فلم ينسباه، قال أبو نعيم‏:‏ خالد بن عرفطة العذري، وعذرة من قضاعة‏.‏ وقال ابن منده‏:‏ خالد بن عرفطة الخزاعي، حليف بني زهرة‏.‏ وهذا غلط أيضاً‏.‏

واستخلفه سعد بن أبي وقاص على الكوفة، ونزلها، وهو معدود في أهلها، ولما دخل معاوية الكوفة سنة إحدى وأربعين خرج عليه عبد الله بن أبي الحوساء بالنخيلة، فبعث إليه معاوية بن عرفطة العذري، حلبف بني زهرة، في جمع من أهل الكوفة، فقتل ابن أبي الحوساء، ويقال‏:‏ ابن أبي الحمساء، في جمادى الأولى‏.‏

روى عنه أبو عثمان النهدي، وعبد الله بن يسار، ومولاه مسلم‏.‏

أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن الفقيه بإسناده عن أبي يعلى الموصلي، حدثنا ابن نمير، أخبرنا محمد بن بشر، أخبرنا زكرياء بن أبي زائدة، أخبرنا خالد بن سلمة‏:‏ أن مسلماً مولى خالد بن عرفطة حدثه، عن خالد بن عرفطة‏:‏ أنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار‏"‏‏.‏

وروى عفان عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي عثمان النهدي، عن خالد بن عرفطة‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏ ‏"‏يا خالد، إنها ستكون أحداث وفرقة واختلاف، فإذا كان ذلك، فإن استطعت أن تكون المقتول لا القاتل فافعل‏"‏‏.‏

وتوفي بالكوفة سنة ستين، وقيل‏:‏ سنة إحدى وستين، عام قتل الحسين بن علي‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قلت‏:‏ قول أبي عمر في نسبه الأول‏:‏ عرفطة بن أبرهة بن سنان الليثي، فهذا النسب بعينه هو الذي ذكره هو أيضاً حين نسبه إلى عذرة، فهذا اختلاف، والصحيح أنه منسوب إلى عذرة على ما ذكره أبو عمر حين قال‏:‏ سنان بن صيفي بن الهائلة إلى حزاز بن كاهل، وأما قوله‏:‏ إنه ابن أخي ثعلبة بن صعير، وهو مع كونه عذرياً فهو قليل، إنما الأشهر هو الذي نسبه إلى صيفي بن الهائلة، ويجتمع هو وثعلبة في حزاز وأما قول ابن منده‏:‏ إنه خزاعي، فليس بشيء‏.‏ والله أعلم‏.‏

حزاز‏:‏ بفتح الحاء المهملة، وتشديد الزاي الأولى، وبعد الألف زاي ثانية، قاله ابن ماكولا‏.‏

خالد أخو عرفطة

س خالد أخو عرفطة‏.‏ وهو ابن عمر أوس بن ثابت، وقد تقدم نسبه في أوس بن ثابت أخي حسان‏.‏

 أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد، ومعبد بن عبد الواحد بن محمود قالا‏:‏ أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، حدثنا أبو الشيخ، أخبرنا أبو يحيى الرازي، حدثنا سهل بن عثمان، أخبرنا عبد الله بن الأحلج الكندي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال‏:‏ ‏"‏كان أهل الجاهلية لا يورثون البنات ولا الولد الصغير حتى يدركوا، فمات رجل من الأنصار يقال له‏:‏ أوس بن ثابت، وترك بنتين وابناً صغيراً، فجاء ابنا عمه، وهما عصبته، فأخذا ميراثه، فقالت امرأته لهما‏:‏ تزوجا ابنتيه، وكان بهما دمامة، فأبيا‏.‏ فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله، توفي أوس وترك ابناً وابنتين، فجاء ابنا عمه خالد وعرفطة فأخذ ميراثه، فقلت لهما‏:‏ تزوجا ابنتيه فأبيا‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما أدري ما أقول‏؟‏ وما جاءني من الله عز وجل في هذا شيء‏"‏، فأنزل الله عز وجل على النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏{‏لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء‏}‏‏.‏ الآية، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خالد وعرفطة فقال‏:‏ ‏"‏لا تحركا من الميراث شيئاً، فإنه قد أنزل الله عز وجل علي شيئاً، وأخبرت فيه أن للذكر والأنثى نصيباً‏"‏، ثم نزل بعد علي النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏{‏ويَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ‏}‏‏.‏ الآية، فدعاهما أيضاً وقال‏:‏ ‏"‏لا تحركا في الميراث شيئاً‏"‏، ثم نزل علي النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏{‏يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ‏}‏ ‏.‏ فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالميراث، فأعطى المرأة الثمن، وقسم ما بقي، للذكر مثل حظ الأنثيين، فلما بلغ ذلك العرب جاء عيينة بن حصن، في ناس من العرب، فقالوا‏:‏ يا رسول الله، ماذا بلغنا عنك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏وما بلغكم‏"‏‏؟‏ قالوا‏:‏ بلغنا أنك ورثت الصغار الذين لم يركبوا الخيل، ولم يحرزوا الغنيمة، وورثت البنات اللاتي يذهبن بالمال إلى الأباعد، قال‏:‏ فقرأ عليهم القرآن، وأمرهم بما أمرهم الله عز وجل به‏.‏ وفي غير هذه الرواية‏:‏ أن الوارثين‏:‏ قتادة وعرفطة، وأن المرأة يقال لها‏:‏ أم كجة‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

قلت‏:‏ قد تقدم في أوس بن ثابت أنه قتل بأحد، وقيل‏:‏ بقي إلى خلافة عثمان، وقد ذكر في هذا الحديث أنه توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفتح، لأن عيينة بن حصن لم يشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من غزواته إلا الفتح، وكان حينئذ مشركاً، وقيل‏:‏ بل أسلم قبل الفتح بيسير، وكان من المؤلفة قلوبهم، وهذا بعد أحد، وقيل‏:‏ مات بعد خلافة عثمان رضي الله عنه بمدة طويلة، ولم يذكروا كلهم في أوس بن ثابت إلا أوس بن ثابت أخا حسان بن ثابت، فإذا كان أوس قد توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أو في خلافة عثمان، فلا حاجة أن يقال‏:‏ ورثه ابنا عمه، فإن أخاه حسان كان حياً، فكان ورثه دون ابني عمه، فينبغي أن يمون غير أخي حسان حتى تصح القصة، ولم يذكروا غيره، والله أعلم‏.‏

خالد بن عقبة بن أبي معيط

ب د ع، خالد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف واسم أبي معيط‏:‏ أبان، واسم أبي عمرو‏:‏ ذكوان‏.‏ وخالد هو أخو الوليد بن عقبة، وه من مسلمة الفتح، ونزل الرقة وبها عقبه، لا تعرف لأبيه رواية‏.‏

وقال أبو نعيم‏:‏ يقال إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا صحيح، لأن أباه عقبة قتل يوم بدر، فيكون خالد يوم الفتح له صحبة‏.‏ وله يوم الدار في حصر عثمان أثر، قال أزهر بن سيحان‏:‏ الطويل‏:‏

يلومونني أن جلت في الدار حاسراً ** وقد فر منها خالـد وهـو دارع

وإلى خالد هذا ينسب المعيطيون الذين بقرطبة‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

خالد بن عقبة

ب خالد بن عقبة‏.‏ جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏اقرأ علي القرآن‏"‏ فقرأ‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ‏}‏ ، الآية، فقال له‏:‏ ‏"‏أعد‏"‏، فأعاد، فقال له‏:‏ ‏"‏والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة،وإن أوله لمغدق وإن آخره لمثمر‏"‏،وما يقول هذا بشر‏.‏

أخرجه أبو عمر، وقال‏:‏ لا أدري هو خالد بن عقبة بن أبي معيط أو غيره‏.‏

قال وظني أنه غيره‏.‏

خالد بن عمرو بن عدي

 ب خالد بن عمرو بن نابي بن عمرو بن سواد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة، الأنصاري الخزرجي السلمي‏.‏ شهد العقبة الثانية‏.‏ وقال الكلبي‏:‏ إنه شهد بدراً‏.‏

أخرجه أبو عمر مختصراً‏.‏

خالد بن عمرو بن أبي كعب

د ع، خالد بن عمرو بن أبي كعب، الأنصاري الخزرجي السلمي‏.‏ شهد العقبة الثانية ولا تعرف له رواية، قاله محمد بن إسحاق‏.‏

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم‏.‏ وأظنه الأول الذي قبله، ويكون أبو كعب كنية عدي، والله أعلم‏.‏

خالد بن عمير

د ع، خالد بن عمير‏.‏ روى بشر بن المفضل، عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عمير، قال‏:‏ أتيت مكة والنبي صلى الله عليه وسلم بها قبل الهجرة، فبعته بها رجل سراويل، فوزن لي وأرجح‏.‏

رواه أبو داود وعبد الصمد، عن شعبة، عن سماك، عن أبي صفوان بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا وهم، والصواب ما رواه الثوري وغيره، عن سماك، عن مخرفة العبدي‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

خالد بن عمير

ب س، خالد بن عمير‏.‏ أخرجه أبو عمر، وقال‏:‏ كان قد أدرك الجاهلية، روى عنه حميد بن هلال‏.‏

أخرجه أبو عمر وأبو موسى‏.‏ وهو ممن أدرك الجاهلية،وقد روى عن عتبة بن غزوان، وشهد خطبته بالبصرة‏.‏

خالد بن العنبس

خالد بن العنبس‏.‏ ذكره أبو عبد الله محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي، في الصحابة الذين دخلوا مصر‏.‏

خالد بن غلاب

د ع، خالد بن غلاب‏.‏ له صحبة، ولي أصفهان في خلافة عثمان رضي الله عنه، ثم انتقل عنها وسكن البصرة‏.‏

روى حديثه أولاده، فرواه خالد بن عمرو، عن أبيه عمرو بن معاوية، عن أبيه معاوية بن عمرو، عن أبيه عمرو بن خالد، قال‏:‏ لما حصر عثمان بن عفان رضي الله عنه، خرج أبي يريد نصره، وكان متولي أصبهان، فخرج من أصبهان فاتصل به فقتله، فانصرف إلى منزله بالطائف، وقدمت في ثقل أبي، فصادفت وقعة الجمل، فسمعت قوماً من أهل الكوفة يقولون‏:‏ إن أمير المؤمنين يقسم فينا نساءهم‏.‏ فأتيت الأحنف بن قيس فقلت‏:‏ يا عم، سمعت كذا وكذا‏.‏ فقال‏:‏ امض بنا إلى أمير المؤمنين‏.‏ فدخلنا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال‏:‏ إن ابن أخي أخبرني بكذا وكذا، فقال‏:‏ معاذ الله يا أحنف‏!‏ ثم قال‏:‏ من هذا‏؟‏ قال‏:‏ عمرو بن خالد‏.‏ قال‏:‏ ابن غلاب‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ أشهد أني رأيت أباه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الفتن، فقال‏:‏ يا رسول الله، ادع الله أن يكفيني الفتن، قال‏:‏ ‏"‏اللهم اكفه الفتن، ما ظهر منها وما بطن‏"‏‏.‏

هذا الحديث غريب تفرد به أولاده، وغلاب اسم امرأة، قال ابن منده وأبو نعيم‏:‏ فعل هذا يكون مخففاً مبيناً على الكسر، مثل‏:‏ قطام وحذام‏.‏ والله أعلم‏.‏

خالد بن فضاء

س خالد بن فضاء، ذكره علي بن سعيد العسكري‏.‏

روى حماد بن زيد، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن خالد بن فضاء قال‏:‏ سئل النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أي الناس أحسن قراءة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الذي إذا سمعت قراءته رأيت انه يخشى الله تعالى‏"‏‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

خالد بن قيس بن مالك

ب س ع، خالد بن قيس بن مالك بن العجلان بن مالك بن عامر بن بياضة بن عامر بن زريق ابن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج الأكبر، الأنصاري الخزرجي ثم البياضي‏.‏

شهد العقبة وبدراً، في قول ابن إسحاق، ولم يذكره موسى بن عقبة ولا أبو معشر فيمن شهد العقبة‏.‏

أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى‏.‏

خالد بن قيس

ب خالد بن قيس بن النعمان بن سنان‏.‏ قال عبد الله بن محمد بن عمارة‏:‏ خالد بن قيس، شهد بدراً وأحداً، وقيل‏:‏ خليد، وهو مذكور هناك بنسبه والاختلاف‏.‏ أخرجه أبو عمر‏.‏

خالد بن كعب

خالد بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي، ثم من بني مازن بن النجار، قتل يوم بئر معونة، ذكره هشام بن الكلبي‏.‏

خالد بن اللجلاج

ب خالد بن اللجلاج‏.‏ قال أبو عمر‏:‏ في صحبته نظر، له حديث حسن، رواه ابن عجلان، عن زرعة بن إبراهيم، عنه‏.‏

أخرجه أبو عمر هكذا مختصراً، وقال‏:‏ لا أعرفه في الصحابة‏.‏

خالد بن مالك

 خالد بن مالك التميمي النهشلي‏.‏ وهو الذي نافر القعقاع بن معبد التميمي إلى ربيعة بن حذار الأسدي، فقال‏:‏ هاتيا مكارمكما، فقال خالد‏:‏ أعطيت من سأل، وأطعمت من أكل، ونصبت قدوري حين وضعت الشمال ذبولها، وطعنت يوم شواحط فارساً فجللت فخذيه بفرسه‏.‏ فقال‏:‏ يا قعقاع، ما عندك‏؟‏ فأخرج قوس حاجب، فقال‏:‏ هذه قوس عمي رهنها عن العرب، وهاتان نعلا جدي قسم فيها أربعين مرباعاً، وهذه زربية زرارة اصطلح عليها سبعة أملاك كلهم حرب لصاحبه، وعمي سويد بن زرارة لم ير ناره خائف إلا من أمن، ولم يمسك بطنب فسطاطه أسير إلا فك‏.‏ فنادى ربيعة بن حذار‏:‏ إن السماحة واللهى والمرباع والشرف الأسبغ للقعقاع، إلا أني نفرت من كان أبوه معبداً، وعمه حاجباً، وجده زرارة‏.‏

قال أبو أحمد العسكري‏:‏ ثم أدرك القعقاع بن معبد وخالد بن مالك النهشلي الإسلام، فوفدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر‏:‏ أمر هذا، وقال عمر‏:‏ أمر هذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لولا أنكما اختلفتما لوليتهما‏.‏ وأخذت برأيكما‏"‏‏.‏ وذه المقالة من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، قد ذكرت في ترجمة القعقاع بن معبد، وكان الثاني الأقرع بن حابس التميم، وهو الأكثر‏.‏

وقد نسبه ابن الكلبي فقال‏:‏ خالد بن مالك بن ربعي بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وقال‏:‏ كان شريفاً‏.‏ ولم يذكر له صحبة، ولم أر أحداً ذكر له صحبة إلا أبا أحمد العسكري، والله أعلم‏.‏

خالد بن معبد الحدلي

د ع، خالد بن معبد الحدلي‏.‏ ذكر في الصحابة، وفيه نظر، روى ابنه معبد لن خالد، عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد قال‏:‏ قال لي‏:‏ أبوك وأبي أول مسلمين وقفا على باب المدينة العذراء بالشام‏.‏

أخرجه ابن منده‏.‏ وأبو نعيم‏.‏

خالد بن مغيث

ع س، خالد بن مغيث‏.‏ ذكره أبو بكر بن أبي عاصم في الصحابة‏.‏

أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد الأصفهاني إذناً، بإسناده عن أبي بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك، قال‏:‏ حدثنا أبو بشر إسماعيل بن عبد الله، عن أبي سعيد الجعفي، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن شيبة، كذا قال، وإنما هو سعيد بن أبي هلال، عن شيبة بن نصاح مولى أم سلمة، عن خالد بن مغيث، وهو من الصحابة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏رأيت قزمان متلفعاً في خميلة في النار‏"‏ يريد أسود غل يوم خيبر‏.‏

رواه إبراهيم بن يعقوب، عن أبي سعيد‏.‏ رواه ابن أخي ابن وهب، عن ابن وهب‏.‏ ذكره كلهم في الإسناد أنه من الصحابة، وقال ابن أبي حاتم‏:‏ يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا‏.‏

أخرجه أبو نعيم وأبو موسى‏.‏

خالد بن نافع

ب د ع، خالد بن نافع، أبو نافع الخزاعي‏.‏ كان ممن بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان‏.‏

روى عنه ابنه نافع أنه قال‏:‏ جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فأطال الجلوس، حتى أومأ بعضنا إلى بعض أن اسكتوا فإنه ينزل عليه، فلما فرغ من الصلاة قال له بعض القوم‏:‏ يا رسول الله، أطلت الجلوس حتى أومأ بعضنا إلى بعض أنه يوحى إليك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا، ولكنا صلاة رغبة ورهبة، سألت الله فيها ثلاثاً، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألت الله أن لا يعذبكم بعذاب عذب به من كان قبلكم، فأعطانيها، وسألته أن لا يسلط على عامتكم عدواً يستبيحها، فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسكم بينكم فردها علي‏"‏‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قلت‏:‏ قد أخرج أبو عمر هذه الترجمة إلى قوله‏:‏ ‏"‏روى عنه ابنه نافع‏"‏ وقد أخرج ترجمة خالد الخزاعي من غير أن ينسبه، وقد تقدم ذكره‏.‏ جعلهما اثنين، وهما واحد، فأن ابنه نافعاً هو الذي روى عن أبيه في الترجمتين، وقال في ترجمة خالد الخزاعي الذي لم ينسبه‏:‏ سألت ربي ثلاثاً الحديث الذي ذكره ابن منده وأبو نعيم في هذه الترجمة، والحق بأيديهما، وإنما اتبعناه في إثبات الترجمتين، وذكرنا الصواب فيه، والله أعلم‏.‏

خالد بن نضلة

س خالد بن نضلة، أبو برزة الأسلمي‏.‏ سماه الهيثم بن عدي كذلك، وسماه الواقدي‏:‏ عبد الله بن نضلة، وقيل‏:‏ نضلة بن عبيد‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

وقال أخرجوه في غير هذا الباب، وسيذكر في أبوابه، إن شاء الله تعالى‏.‏

خالد بن الوليد الأنصار

 ب خالد بن الوليد الأنصاري‏.‏ أخرجه أبو عمر وقال‏:‏ لا أقف له على نسب في الأنصار، ذكره ابن الكلبي وغيره فيمن شهد مع علي صفين من الصحابة، وكان ممن أبلى فيها، قال‏:‏ لا أعرفه بغير ذلك‏.‏

خالد بن الوليد بن المغيرة

ب د ع، خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أبو سليمان، وقيل‏:‏ أبو الوليد، القرشي المخزومي، أمه لبابة الصغرى، وقيل‏:‏ الكبرى، والأول أصح، وهي بنت الحارث بن حزن الهلالية، وهي أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأخت لبابة الكبرى زوج العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم، هو ابن خالة أولاد العباس الذين من لبابة‏.‏

وكان أحد الأشراف قريش في الجاهلية، وكان إليه القبة وأعنه الخيل في الجاهلية، أما القبة فكانوا يضربونها يجمعون فيها ما يجهزون به الجيش، وأما الأعنة فإنه كان يكون المقدم على خيول قريش في الحرب، قاله الزبير بن بكار‏.‏

ولما أراد الإسلام قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وعمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة بن أبي طلحة العبدري، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه‏:‏ ‏"‏رمتكم مكة بأفلاذ كبدها‏"‏‏.‏

وقد اختلف في وقت إسلامه وهجرته، فقيل‏:‏ هاجر بعد الحديبية وقبل خيبر، وكانت الحديبية في ذي القعدة سنة ست، وخيبر بعدها في المحرم سنة سبع، وقيل‏:‏ بل كان إسلامه سنة خمس بعد فراغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني قريظة، وليس بشيء‏.‏ وقيل‏:‏ كان إسلامه سنة ثمان، وقال بعضهم‏:‏ كان على خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وكانت سنة ست، وهذا القول مردود، فإن الصحيح أن خالد بن الوليد كان على خيل المشركين يوم الحديبية‏.‏

أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي البغدادي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال‏:‏ حدثني الزهري، عن عروة، عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة حدثاه جميعاً‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يريد زيارة البيت لا يريد حرباً، وساق معه الهدي سبعين بدنة، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتهى إلى عسفان لقيه بسر بن سفيان الكعبي، كعب خزاعة، قال‏:‏ يا رسول الله، هذه قريش قد سمعوا بمسيرك فخرجوا بالعوذ المطافيل، قد لبسوا جلود النمور، يعاهدون الله أن لا تدخل عليهم مكة عنوة أبداً، وهذا هو خالد بن الوليد في خيل قريش قد قدموه إلى كراع الغميم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا ويح قريش، قد أكلتها الحرب‏"‏‏.‏ وذكر الحديث فهذا صحيح، يقول فيه‏:‏ أنه على خيل قريش‏.‏

أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن علي وغيره، قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى، أخبرنا قتيبة، حدثنا الليث، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي هريرة، قال‏:‏ نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلاًفجعل الناس يمرون، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من هذا يا أبا هريرة‏"‏‏؟‏ فأقول‏:‏ فلان، فيقول‏:‏ ‏"‏نعم عبد الله هذا‏"‏‏.‏ حتى مر خالد بن الوليد، فقال‏:‏ ‏"‏من هذا‏"‏‏؟‏ قلت‏:‏ خالد بن الوليد، فقال‏:‏ ‏"‏نعم عبد الله خالد بن والوليد، سيف من سيوف الله‏"‏‏.‏ ولعل هذا القول كان بعد غزوة مؤتة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم إنما سمى خالداً سيفاً من سيوف الله فيها، فإنه خطب الناس وأعلكهم بقتل زيد وجعفر وابن رواحة، وقال‏:‏ ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد، ففتح الله عليه، وقال خالد‏:‏ لقد اندق يومئذ في يدي سبعة أسياف فما ثبت في يدي إلا صفيحة يمانية، ولم يزل من حين أسلم يوليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أعنة الخيل فيكون في مقدمتها في محاربة العرب، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة فأبلى فيها، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العزى وكان بيتاً عظيماً لمضر تبجله فهدمها، وقال‏:‏ الرجز‏:‏

يا عز كفرانك لا سبحانك ** إني رأيت الله قد أهانك

ولا يصح لخالد مشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة، ولما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعثه إلى بني جذيمة من بني عامر بن لؤي، فقتل منهم من لم يجز له قتله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد‏"‏‏.‏

 فأرسل مالاً مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه فوردى القتلى، وأعطاهم ثمن ما أخذ منهم، حتى ثمن ميغلة الكلب، وفضل معه فضلة من المال فقسمها فيهم، فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك استحسنه، ولما رجع خالد بن الوليد من بني جذيمة أنكر عليه عبد الرحمن ابن عوف ذلك، وجرى بينهما كلام، فسب خالد عبد الرحمن بن عوف، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال لخالد‏:‏ ‏"‏لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك أحدهم ولا نصيفه‏"‏‏.‏

وكان على مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين في بني سليم، فجرح خالد، فعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونفث في جرحه فبرأ، وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أكيدر بن عبد الملك، صاحب دومة الجندل، فأسره، وأحضره عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فصالحه على الجزية، ورده إلى بلده، وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب بن مذحج، فقدم معه رجال منهم فأسلموا، ورجعوا إلى قومهم بنجران، ثم إن أبا بكر أمره بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتال المرتدين، منهم‏:‏ مسيلمة الحنفي في اليمامة، وله في قتالهم الأثر العظيم، ومنهم مالك بن نويرة، في بني يربوع من تميم وغيرهم، إلا أن الناس اختلفوا في قتل مالك بن نويرة، فقيل‏:‏ إنه قتل مسلما لظن ظنه خالد به، وكلام سمعه منه، وأنكر عليه أبو قتادة وأقسم أنه لا يقاتل تحت رايته، وأنكر عليه ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏.‏

وله الأثر المشهور في قتال الفرس والروم، وافتتح دمشق، وكان في قلنسوته التي يقاتل بها شعر من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنصره به وببركته، فلا يزال منصوراً‏.‏

أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن بن أبي عبد الله المخزومي، بإسناده إلى أحمد بن علي بن المثنى، قال‏:‏ حدثنا سريج بن يونس، أخبرنا هشيم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، قال‏:‏ قال خالد بن الوليد‏:‏ اعتمرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة اعتمرها، فحلق شعره، فاستبق الناس إلى شعره، فسبقت إلى الناصية فأخذتها، فاتخذت قلنسوة، فجعلتها في مقدم القلنسوة، فما وجهته في وجه إلا وفتح له‏.‏

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابن عباس، وجابر بن عبد الله، والمقدام بن معد يكرب وأبو أمامة بن سهل بن حنيف، وغيرهم، وروى معمر، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عبد الله بن عباس، عن خالد بن الوليد‏:‏ أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة، فأتى بضب محنوذ، فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يأكل منه، فقالوا‏:‏ يا رسول الله، هو ضب‏.‏ فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فقلت‏:‏ أحرام هو‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه‏"‏‏.‏ قال خالد‏:‏ فاجتزرته فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر‏.‏

ولما حضرت خالد بن الوليد الوفاة قال‏:‏ لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وها أنا أموت على فراشي كما يموت العير، فلا نامت أعين الجبناء، وما من عمل أرجى من ‏"‏لا إله إلا الله‏"‏ وأنا متترس بها‏.‏

وتوفي بحمص من الشام، وقيل‏:‏ بلى توفي بالمدينة سنة إحدى وعشرين، في خلافة عمر بن الخطاب، وأوصى إلى عمرو رضي الله عنه، ولما بلغ عمر أن نساء بني المغيرة اجتمعن في دار يبكين على خالد، قال عمر‏:‏ ما عليهن أن يبكين أبا سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة، قيل‏:‏ لم تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمتها على قبر خالد، يعني حلقت رأسها‏.‏ ولما حضرته الوفاة حبس فرسه وسلاحه في سبيل الله‏.‏

قال الزبير بن أبي بكر‏:‏ وقد انقرض ولد خالد بن الوليد، فلم يبق منهم أحد، وورث أيوب بن سلمة دورهم بالمدينة‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

سريج بن يونس‏:‏ بالسين المهملة والجيم‏.‏

والعوذ المطافيل‏:‏ يريد النساء والصبيان، والعوذ في الأصل‏:‏ جمع عائذ، وهي الناقة إذا وضعت وبعد ما تضع أياماً‏.‏ والمطفل‏:‏ الناقة معها فصيلها‏.‏

قوله‏:‏ نقع ولقلقة، فالنقع‏:‏ رفع الصوت، وقيل‏:‏ أراد شق الجيوب، واللقلقة‏:‏ الجلبة، كأنه حكاية الأصوات إذا كثرت، واللقلق‏:‏ اللسان‏.‏

خالد أبو هاشم

س، خالد أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، القرشي العبشمي، خال معاوية بن أبي سفيان‏.‏

 كذا سماه عبدان، وقال‏:‏ من أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقدمه على أصحابه في الإذن‏.‏ قال أبو هريرة‏:‏ ‏"‏اختلفنا في الصلاة الوسطى، وفينا العبد الصالح أبو هاشم ابن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وقال‏:‏ أنا أعلم لكم ذلك، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان جريئاً عليه، فاستأذن فدخل، ثم خرج إلينا، فأخبرنا أنها صلاة العصر‏"‏‏.‏

بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، ومسح على شاربه، وقال‏:‏ ‏"‏لا تأخذ منه حتى تلقاني‏"‏، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يقدم، فكان يقول‏:‏ لا آخذه حتى ألقاه‏.‏

أخرجه أبو موسى، وقال‏:‏ اختلف في اسمه، وقد أخرجوه في الكنى، ونحن نذكره، وإن شاء الله تعالى‏.‏

خالد بن هشام

ب س، خالد بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أخ أبي جهل بن هشام‏.‏

أخرجه أبو عمر ولم يشبه بل، قال‏:‏ خالد بن هشام، ذكر بعضهم أنه من المؤلفة قلوبهم، وجعله غير خالد بن العاص بن هشام، وقال‏:‏ فيه نظر‏.‏

وأخرجه أبو موسى بإسناده عن عبد الله بن الأحلج، عن أبيه، عن بشر بن تمي وغيره، قالوا في تسمية المؤلفة قلوبهم، منهم من بني مخزوم‏:‏ خالد بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم‏.‏ وذكر هشام الكلبي في أولاد هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، فذكر أبا جهل وخالداً وغيرهما، وقال‏:‏ أسر خالد يوم بدر كافراً، ولم يذكر أنه اسلم، والله أعلم‏.‏

خالد بن هوذة

ب دع، خالد بن هوذة بن ربيعة العامري ثم القشيري، قاله أبو عمر‏.‏ وفد هو وأخوه حرملة بن هوذة على النبي صلى الله عليه وسلم، فكتب النبي إلى خزاعة يبشرهم بإسلامهما، وهما من المؤلفة قلوبهم، وخالد هذا هو والد العداء بن خالد الذي ابتاع منه رسول الله صلى الله عليه وسلم العبد أو الأمة‏.‏ قال الأصمعي‏:‏ أسلم خالد وابنه العداء، وكانا سيدي قومهما، وليس هوذة هذا من بني أنف الناقة الذين مدحهم الحطيئة، أولئك من تميم، ولكنه يقال لجد خالد هذا‏:‏ أنف الناقة، أيضاً، روى ابنه العداء بن خالد، قال‏:‏ خرجت مع أبي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قلت‏:‏ كذا قال أبو عمر في نسبه‏:‏ العامري ثم القشيري، وخالفه ابن حبيب وابن الكلبي فذكراه من ولد عمرو بن عامر، أخي البكاء بن عامر، يجتمع هو وقشير في كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة‏.‏ وجعله ابن أبي عاصم من بني البكاء والله أعلم‏.‏

خالد بن يزيد

د ع، خالد بن يزيد بن حارثة‏.‏ هو ابن أخي زيد بن حارثة‏.‏

أخبرنا يحيى بن محمود الأصفهاني الثقفي كتابة، بإسناده إلى ابن أبي عاصم، أخبرنا يعقوب بن حميد أخبرنا فضالة بن يعقوب، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن همه خالد بن يزيد بن حارثة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ثلاث من كن فيه فقد وقي شح نفسه‏:‏ من أدى الزكاة، وقرى الضيف، وأعطى في النائبة‏"‏‏.‏

ذكره ابن أبي عاصم في الصحابة، وذكره البخاري في التابعين‏.‏ أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

خالد بن يزيد المزني

ع، خالد بن يزيد المزني‏.‏ روى معاذ الجهني، عن خالد بن يزيد المزني وكانت له صحبة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما من أهل بيت تروح عليهم بالدمن الغنم إلا كانت الملائكة تصلي عليهم ليلتهم ويومهم حتى يصبحوا‏"‏‏.‏

أخرجه أبو نعيم‏.‏

خالد بن يزيد بن معاوية

س خالد بن يزيد بن معاوية‏.‏ ذكره عبدان في الصحابة‏.‏

روى الليث بن سعد بن أبي هلال، عن علي بن خالد‏:‏ أنا أبا أمامة مر على خالد بن يزيد بن معاوية، فسأله عن كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ألا كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله عز وجل شراد البعير على أهله‏"‏‏.‏

أخرجه أبو موسى وقال‏:‏ كذا أورده عبدان، والصواب أن خالداً سأل أبا أمامة‏.‏